تتضمن تجارب الأفراد خارج الجسد عادة العديد من العناصر[1]، من بينها: الشكل خارج الجسد مشابه للجسم الفعلي (76%)، نفس البيئة كما لو كانوا في جسدهم الفعلي (62%)، الإحساس بالطاقة (55%)، الاهتزازات (38%). ووجود الكائنات (37%)، والتغير في الإحساس بالوقت (33%)، رؤية ضوء أبيض مشرق (30%)، وشعور بالاتصال بالجسد الفعلي (21%). خلال تجربة الخروج من الجسد، أبلغ بعض الأشخاص عن وعيهم بمرحلة الانفصال عن الجسد والعودة إليه، في حين أبلغ البعض الآخر عن إدراك أنفسهم خارج أجسادهم أو قادمين إلى أجسادهم دون أي إحساس بأي انتقال، يروي كثيرون أنهم يرون أجسادهم، ولكن هذا الإدراك ليس عالميًا. تم الإبلاغ عن تنوع وسائط الحواس أثناء تجارب الخروج من الجسد، والرؤية هي الأكثر شيوعًا بينها[2].
لذا يمكن القول إن تجارب الخروج من الجسد تشترك بشكل عام بإحساس الوعي المنفصل عن الجسد المادي واستكشاف العالم غير المادي، ولكن بالرغم ذلك قد تكون شديدة التباين من حيث محتواها وكثافتها ومدتها، وقد تتضمن مجموعة واسعة من التجارب الذاتية التي يصعب وصفها بالكلمات[3]. يمكن إجمال أهم هذه التجارب بما يلي:
· الإحساس بالانفصال عن الجسد المادي: غالبًا ما تنطوي تجارب الخروج من الجسد على شعور بالانفصال أو الانقطاع عن الجسد المادي، قد يشعر الشخص كما لو أنه يطفو خارج جسمه المادي أو ينجرف في الفضاء، هذا يشمل إحساس بالحركة أو السفر، مثل الطفو أو التحليق أو الطيران، وقد تنطوي على تصور التحرك عبر الجدران أو الأشياء الصلبة الأخرى بعيداً عن الجسد المادي[4].
· تصوّر البيئة من منظور مختلف: تجارب الخروج من الجسد تمكن الشخص من رؤية البيئة من منظور مختلف عن جسده المادي. على سبيل المثال، يُمكن للشخص خلال هذه التجارب أن يطفو فوق جسده ويُرى نفسه من الأعلى، وهذا يمكنه من مشاهدة تفاصيله ومحيطه بشكل غير مألوف. بعض الأشخاص أيضًا يقدرون على رؤية ما وراء الأشياء الصلبة مثل الجدران كما لو أنها غير موجودة[5].
· شعور بالوعي أو التركيز المتزايد: قد تكون تجارب الخروج من الجسد مصحوبةً بإحساس بوعي أو وضوح عقلي عالٍ، وقد يتضمن إحساسًا معززًا بالإدراك أو الحدس، قد يجد بعض الناس أن تجاربهم في الخروج من الجسد تساعدهم على الشعور بمزيد من التركيز، أو أنها توفر إحساسًا بالوضوح أو الفهم الذي لا يختبرونه عادةً في حياتهم اليومية.[6].
· الظواهر الحسية الغنيّة: وهي إحدى السمات المميزة لتجارب الخروج من الجسد، قد تتضمن هذه الظواهر تجارب بصرية وسمعية زاهية وتجارب حسية أخرى، مثل رؤية الأضواء الساطعة أو سماع أصوات غريبة، على سبيل المثال، قد يرى الأفراد الألوان أو الأشكال بشكل أكثر وضوحًا أو بتفاصيل أكبر مما قد يرى في العالم المادي، قد يسمعون أيضًا الأصوات بمزيد من الوضوح أو يرون الروائح والأذواق بكثافة أكبر، في بعض الحالات، قد يعاني الأفراد خلال تجاربهم من الحس المرافق[7] (synesthesia)، أو إدراك حاسة على أنها حاسة أخرى، على سبيل المثال، قد يرى الأفراد ألوانًا أو أشكالًا عند سماع الموسيقى، أو يسمعون أصواتًا عند رؤية الألوان أو الأشكال، أخيراً في بعض الحالات قد يختبر الأفراد الإدراك من خلال بعض الحواس الغائبة، على سبيل المثال الأشخاص المصابون بالعمى قد يبدؤون في رؤية الأشياء بشكل مشابه لقدرات المبصرين[8].
· التغيرات الإدراكية: تجارب الخروج من الجسد تسبب تغيرات في الإدراك، بما في ذلك الوقت والمكان. بعض الأشخاص يشعرون بتغييرات في إدراك الوقت، مثل شعورهم بتدفق الوقت بسرعة أو ببطء أكثر من المعتاد، وهناك من يشعر بأنه يمكنه تجربة المزيد من الأحداث في وقت قصير. بينما يمكن لآخرين أن يشعروا بثبات الوقت أو بتحركه ببطء ملحوظ. بالإضافة إلى ذلك، قد يتغير إدراك الأبعاد المكانية، حيث يشعر بعضهم بأن الأشياء أصبحت أكبر أو أصغر مما هي في الواقع، وقد يشعرون أيضًا بتغيرات في المسافات بين الأشياء[9].
· الشعور بالاسترخاء والسلام: غالبًا ما يوصف الشعور بالسلام خلال تجارب الخروج من الجسد، هذا الشعور قد يكون ناتج من عوامل عديدة كحالة الوعي المرتفعة خلال التجربة، أو حالة الانفصال عن الجسد المادي ومراقبة العالم من منظور مختلف الذي يخلق شعور بالانفصال عن ضغوط ومشاكل الحياة اليومية[10].
· الشعور بالاندماج مع المحيط: أثناء تجربة الخروج من الجسد، قد يشعر بعض الأشخاص وكأنهم يندمجون مع محيطهم بدلاً من الشعور بالانفصال عنه، قد ينطوي هذا على إحساس بالاتحاد أو الوحدة مع البيئة، كما لو أن الحدود بين الذات والبيئة تصبح غير واضحة، هذه الأحاسيس ذاتية وقد تختلف بشكل كبير من شخص لآخر[11].
· الشعور بأن التجربة حقيقية تماماً: من المثير للاهتمام أن العديد من الأشخاص الذين خاضوا تجارب خروج من الجسد أفادوا بأن التجربة ذاتها شعرت وكأنها واقعية للغاية أثناء حدوثها،[12]
من المهم أن نلاحظ أن هذه الخصائص ليست موجودة بالضرورة في كل تجارب الخروج من الجسد، وأن الخصائص المحددة لـهذه التجارب قد تختلف من شخص إلى آخر.
[1] Gabbard, G. O., & Twemlow, S. W. (1984). With the eyes of the mind: An empirical analysis of out-of-body states. New York, NY: Praeger. [2] Terhune, D. B. (2009). The incidence and determinants of visual phenomenology during out-of-body experiences. Cortex, 45, 236–242. doi:10.1016/j.cortex.2007.06.007 [3] Tart, C. T. (1975). States of consciousness and state-specific sciences. Science, 187(4175), 1194-1201. [4] Smith, A. M., & Messier, C. 2014. Voluntary out-of-body experience: an fMRI study. Frontiers in Human Neuroscience, 8,70. doi: 10.3389/fnhum.2014.00070 [5] Bünning S, Blanke O. The out-of body experience: Precipitating factors and neural correlates. Prog Brain Res. 2005;150:331-350. doi:10.1016/S0079-6123(05)50024-4 [6] Wolf, F. A. (1986). The spiritual dimension of out-of-body experiences. Journal of Religion and Health, 25(3), 187-196. [7] الحس المرافق هو حالة يدرك فيها الفرد إحساسًا كإحساس آخر. على سبيل المثال، قد يرى الشخص المصاب بالحس المرافق ألوانًا أو أشكالًا عند سماع الموسيقى، أو يسمع أصواتًا عند رؤية الألوان أو الأشكال. [8] Near-death and out-of-body experiences in the blind: A study of apparent eyeless vision. (1997). Journal of Near-Death Studies, 16(2). https://doi.org/10.17514/jnds-1997-16-2-p101-147 [9] Peterson, R. (2013). Out-of-Body experiences: How to Have Them and What to Expect. Hampton Roads Publishing. [10] Olaf Blanke, Nathan Faivre, Sebastian Dieguez,Chapter 20 - Leaving Body and Life Behind: Out-of-Body and Near-Death Experience, Editor(s): Steven Laureys, Olivia Gosseries, Giulio Tononi, The Neurology of Conciousness (Second Edition), Academic Press2016, Pages 323-347, ISBN 9780128009482. [11] Sellers J. A brief review of studies of out-of-body experiences in both the healthy and pathological populations. Journal of Cognitive Science. 2018;19(4):471–491. [12] Mohr, C., Blanke, O., & Brugger, P. 2006. Perceptual aberrations impair mental own-body transformations. Behavioral Neuroscience. 120(3), 528-534. doi: 10.1037/0735-7044.120.3.528
Comments