خلال السنوات الماضية وردتني الكثير من الأسئلة والاستفسارات حول الكيفية التي أمارس فيها التأمل، ما هو التأمل اليومي الذي أمارسه، وهل هناك تقنية محددة لذلك، في هذا المنشور سوف أضع الإجابة على السؤال، كما سأترك رابط لمقالة قمت بترجمتها عن الحضور (ممارسة التأمل ودمجه في الحياة اليومية) أتصور أن فيه الكثير من الفائدة للمهتمين بالموضوع.
ما الذي أقوم به بالضبط في التأمل؟ الجواب باختصار لا شيء، هذا هو التأمل، أن تتأمل يعني ألا تقوم بفعل أي شيء، فقط تراقب أنفاسك، " وضع تركيزك على تنفسك بهدوء لمدة دقيقتين، من خلال ملاحظة عملية تنفسك، عندما يذهب انتباهك بعيداً، فقط أعده مجدداً إلى تنفسك. " يصعب على البعض فهم ذلك لأنهم يتوقعون وجود مجموعة من الخطوات التي عليهم القيام بها للوصول إلى حالة السكون الذهني، ولكن في الحقيقة فإن مجرد التفكير بذلك يمنع السكون الذهني.
لكن لدي نصائح لتبسيط المسألة، بالإضافة لقراءة الملف المرفق لهذا المنشور، يمكن لك ممارسة التأمل بالتدريج، بمعنى أن تجلس مثلاً لعشرة أنفاس تقوم بعدها بعد كل شهيق، فمثلاً تأخذ شهيق عميق، تكبت النفس لثانية أو ثانيتين ثم تخرج هواء الزفير وخلاله تعد ذهنياً...واحد....ثم تكرر الأمر ....إثنان....وهكذا حتى العد إلى الرقم 10.
ثم تنهض من المكان وتمشي لدقيقتين أو ثلاثة ثم تعود لعشرة أنفاس أخرى من التأمل وهكذا. بعد الممارسة لعدة أيام حاول زيادة عدد مرات العد، إلى 20 ثم 30 ثم 50 ثم 100 وهكذا.
إن أفضل طريقة لتعلم التأمل هو القيام به في الفعل، والقيام به بالتدريج، لا تحاول صناع صراع ما، لا تجبر نفسك على القيام بالتأمل من خلال خلق إلتزام ما، فقط قم به طواعياً وحاول جعل ممارسته جزء من حياتك اليومية.
شخصياً أقوم بعمل التأمل خلال الصباح، وذلك في جلسات خلال المشي الصباحي، هذا يعني أنني أستيقظ صباحاً (في حدود الساعة 6 صباحاً) أقضي نحو 15 من المشي ثم أجلس في مكان لممارسة التأمل لخمس دقائق، ثم أعود إلى المشي ل15 دقيقة آخرى، وأكرر الأمر لحوالي 4 مرات. هذا يعني أننا أمارس التأمل لنحو 20-30 دقيقة في الصباح.
في أيام معينة أقوم بعمل تأمل لفترات زمنية أطول (30 - 60) دقيقة، وذلك يكون في العادة في أيام العطل أو قبل القيام بمحاولات الخروج من الجسد، أو فقط عندما أجد حاجة لذلك.
أتمنى أن تكون المعلومات السابقة أفادتكم.
تحياتي
محمد العمصي.
Comments