top of page
صورة الكاتبالمدرب محمد العمصي

تعريف تجارب الخروج من الجسد والاسقاط النجمي


يعتبر مفهوم تجارب الخروج من الجسد معقدًا ومتعدد الأوجه، ولا يوجد تعريف واحد يلتقط جميع جوانب هذه الظاهرة، لذا من المهم التعامل مع دراسة تجارب الخروج من الجسد بعقل متفتح واستعداد للنظر في مجموعة متنوعة من وجهات النظر والتعريفات.

يمكن القول بشكل عام أنّ تجارب الخروج من الجسد (out-of-body experience)، اختصاراً (OBE) أو ما يعرف في بعض المصادر بالسفر النجمي (astral travel) أو الإسقاط النجمي (Astral projection)[1]، يشير إلى الإحساس بالوعي منفصلاً عن الجسم المادي واستكشافه للعالم غير مادي[2]، ويُعتقد أن هذا العالم، الذي يُشار إليه غالبًا باسم المستوى النجمي أو العالم النجمي (astral plane or astral realm)، هو عالم من الوعي أو الروح الموجودة بالتوازي مع العالم المادي[3].

لغايات البحث في هذا الكتاب يمكن لنا استخدام التعريف التالي: "تجارب الخروج من الجسد هي ظاهرة يبدو فيها وعي الفرد منفصلاً عن جسده المادي ويوجد خارجه ويعمل بشكل طبيعي[4]. أثناء تجربة الخروج من الجسد، قد يشعر الشخص كما لو أنه يراقب محيطه من منظور خارجي، كما لو أن روحه[5] أو جسده الأثيري[6] قد تركت جسده وتطفو خارجه[7] لتختبر تجارب تشمل عناصر من العالم الفيزيائي أو الأثيري".

يجب التنويه بأنّ مصطلح الإسقاط النجمي يختلف قليلاً عن الخروج من الجسد من حيث إنه القيام بالخروج من الجسد بشكل متعمد[8]، هذا تفصيل يتم اهماله في الكثير من المصادر، حيث يتم النظر إلى الإسقاط النجمي على أنه مجرد تسميه قديمة لتجارب الخروج من الجسد، ولكن هذا غير صحيح، لإعطاء الإسقاط النجمي تعريفاً مناسباً يجب أن نعرف معنى كل من الكلمتين المكونتين للمصطلح، الإسقاط (Projection) والنجمي (Astral) ضمن سياق تجارب الخروج من الجسد.

"الإسقاط" في هذا السياق يعبر عن توجيه الوعي أو الانتباه نحو كائن مادي أو غير مادي، والانتباه هو الوعي بشيء معين بشكل متعمد. تجربة الإسقاط تحدث بشكل متكرر في حياتنا، حينما ينتقل الوعي إلى حواس معينة. على سبيل المثال، عند الانغماس في الموسيقى، يمكن أن يتجاوز الوعي الإحساس بالبيئة المحيطة. كما يمكن للوعي الانتقال إلى ذكريات قديمة، فيعيشها المرىء كما لو أنها تحدث مجددًا. أما مصطلح "النجمي" يشير إلى مستوى نجمي يمكن الوصول إليه بواسطة توجيه الانتباه أو الممارسات الروحية، مثل الإسقاط النجمي أو التأمل.

الأشخاص الذين يؤمنون بوجود المستوى النجمي أو يختبروه خلال رحلاتهم خارج الجسد يصفونه بأنه عالم أو بُعد منفصل عن العالم المادي ويسكنه كيانات أو وعي غير مادية، قد تشمل هذه الكيانات الأرواح، أو الملائكة، أو الآلهة، أو الكائنات الأخرى. يصف البعض الآخر العالم النجمي بأنه يتكون من مستويات أو عوالم مختلفة، لكل منها خصائصه المميزة وسكانه، وغالبًا ما توصف المستويات الأعلى منه بأنها أكثر نقاءً من المستويات الأدنى، ويُعتقد أنها مأهولة بكائنات أكثر تقدمًا أو تطورًا روحياً.

في بعض أنظمة المعتقدات، يُنظر إلى المستوى النجمي على أنه مكان يمكن أن تسافر فيه الروح بعد الممات، أو خلال الحياة حيث يمكن أن تذهب بينما يكون الجسد نائمًا أو في حالة من اللاوعي، وغالبًا ما يوصف هذا المستوى بأنه مكان رائع الجمال والعجب، حيث يمكن للمرء أن يختبر شعورًا بالحرية والوحدة مع الكون.



[1] Irwin, H. J. (1990). An introduction to parapsychology (2nd ed.). Jefferson, NC: McFarland. [2] Tart, C. T. (1975). States of consciousness and state-specific sciences. Science, 187(4175), 1194-1201. [3] Wolf, F. A. (1986). The spiritual dimensions of energy work. Journal of Transpersonal Psychology, 18(2), 121-140. [4]Smith, J. C. (2010). Pseudoscience and extraordinary claims of the paranormal: A critical thinker’s toolkit. Malden, MA: Wiley-Blackwell. [5] يوجد مفهوم الروح في العديد من الثقافات والأنظمة العقائدية، وله عدد من المعاني والتفسيرات المختلفة. بشكل عام، غالبًا ما تُعتبر الروح جزءًا روحيًا أو غير مادي من الكائن البشري، ويُعتقد أنه خالد وأنه موجود خارج الجسد المادي. [6] يشير مصطلح "الجسم الأثيري" أو "الجسم النجمي" إلى مفهوم في بعض المعتقدات الروحية والميتافيزيقية، والتي تنص على أن الإنسان يتكون من أكثر من مجرد جسد مادي. وفقًا لهذا الاعتقاد، فإن الجسم الأثيري هو جانب غير مادي للذات يُعتقد أنه موجود على مستوى أو بُعد مختلف عن الجسم المادي. [7] Raypole, C. (2022, July 22). What Really Happens During an Out-of-Body Experience? Healthline. Retrieved August 26, 2022, from https://www.healthline.com/health/out-of-body-experience [8] Myers, Frederic W.H. (2014), "Astral Projection", Journal for Spiritual & Consciousness Studies, 37 (1): 52

٤٧ مشاهدة٠ تعليق

Comments


bottom of page